JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

البحث_عن_الذات 🌳 1_4

 #البحث_عن_الذات

الجزء الاول

الفصل الرابع.



"دنوت من السائق إسمه #ادريس، كان قد وخطه الشيب

 فوق أذنيه وناصيته ،أنيق الملبس ،بطنه بارز ، عكس السائق الذي اوصلنا إلى وزان.

  صافحته لم يتعرف علي ..

قلت له؟ ألم تعرفني ..؟

حدق في ملامحي جيدا وقال .. بلا.. إبن صاحبي كيف ،حال بولحية (لقب أبي) .

بخير ..لم أراه منذ فترة  ليست بالبعيدة ...

سألته إن كان سيذهب الى سيدي رضوان .

 رد : وهو في حيرة ، سأذهب رغما عني، الحافلة بها ثلاث نسوة و انت الرابع، سأنتظر بضع دقائق علَّ أن يٱتي زبون على الأقل أضمن ثمن الرحلة دون خسارة .

صعدت الباب الخلفي الذي كان مفتوحا سلفا ،القيت التحية على النساء الثلاث ،حديثهن ذو شجون ، اللكنة الجبلية صرفة ،حديثهن يسافر بك من مقدمة جبال الريف إلى أقصى قبيلة بني زروال 

حيث كان الفرنسيون يعرفون أن الرصاص نفذ والرجولة باقية،كما قال (العربي المساري) من المجد ال اللحد.

بدأ الليل يلقي بضلاله، على المدينة ولم يسع  عمي إدريس سوى تحريك عجلات نقله المزدوج صوب البلدة ،وماهي سوى لحظات وأعانق صدر أمي ،مرت الرحلة أطول من رحلة الدار  البيضاء إلى  البلدة مرورا بالقنيطرة،شوقي لأمي واخوتي يجعل الحافلة ترجع الى الوراء رغم سرعتها ،ليس لدي خيار سوى الانصات الى حديثهن ،عن معاناة سفرهن فهن لايعرفن بعضهن ، وبالرغم من ذلك تجدهن يحكين ما بقريحتهن من غرائب ويضحكن ..إنهن قويات .. وكأنهن يعرفن بعضهن  من زمان.. المرأة الجبلية  قوية ،قوية جدا ..

الحافلة الصغيرة تسير سالكة منعرجات الطريق القديم، والوحيد عبر باب المحاج ،ضوء المدينة يتوارى عن نظري ونحن في المناصرة ، هدير المحرك  هو السائد الآن  .

دخول النسوة في سكون تام...لربما أعياهن الحديث .

سمعت صوتا خافتا يخترق مسامعي ، كان صوت آلة "الوترة" ل  سي محمد رويشة (رحمه الله) كان هو القاسم المشترك بين والدي وعمي ادريس ، ابي كان متيم بأغاني سي محمد رويشة الفنان الاصيل ، اعجبني ذوقهما الفني الأمازيغي لفريد الأطلس  ،

بدأت النسوة في تناقص ...

منهن من نزل بالخروبة . والثانية ب بن ديبون ،والاخيرة بباب المحاج ،كنت قد شككت في أمر السيدة الاخيرة ،انها والدة صديق لي, وأيقنت  انها "ن" ابنها درس معي في الابتدائي يدعى يوسف ، وهو الآن مقيم بالديار التونسية حين ولَّت وجهها شرقا في اتجاه قرية الزواقين ، حيث درست المرحلة الابتدائية.

لم يتبق لي سوى بضع كيلومترات قليلة ، والتي لي بها ذكريات الصبى حتى أكون بالفيلاج (سيدي رضوان) ،عمي دريس يصارع الزمن كي يعود أدراجه الى وزان عند ابنائه ، كنت أحب السرعة التي يقود بها ،كنت واثقا في حُسن قيادته للحافلة بثقة عمياء. 

وصلنا (العنينات) بدى ضوء المركز يتضح ،الساعة حوالي الثامنة والنصف وماهو إلا منحدر حتى أكون برفقة والدي الذي كان يشتغل حينها بمقهى صغير ، يعِدُّ فيه الوجبات السريعة.

وصلت الڤيلاج أو (القاشلة ) كما يسميه البعض آنذاك،

تراء لي أبي وهو يتراشق مع أقرانه و يتوسطهما إبريق شاي "وݣوزة" من مسحوق الطابة،.. بينما تتشابك أطراف الحديث وتحلى الحكايات والنوادر والطَّرائف التي يتم استدعاءها من كل فَجٍّ عميق...

يتبع

JBALASITE

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب