#أغلى_أوكسيجين_في_العالم !!!!!
(يبيع الهواء في قنينة) عبارة يطلقها المصريون كناية على من يتقن و يتميز في النصب على خلق الله. كناية أرض الكنانة استحالت واقعا في بلد الحق و القانون، لأنه فعلا يوجد من يبيع المغاربة الهواء في قنينات و بالمليارات (الأوكسيجين)، بعد تسييله بتقنية يعرفها طلبة المستوى الثانوي.
قرابة ال24 مليار سنتيم رقم المعاملات السنوية لشركة (مغرب أوكسيجين) التابعة للعملاق (أكوا) لصاحبها الملياردير الوزير عزيز أخنوش. رقم معاملات تحققه الشركة ببيع ما تسميه (غازات طبية) لمستشفيات المملكة السعيدة.
حتى لو افترضنا أن صفقة الأوكسيجين بين وزيري (الصحة) و (كل شيء) خالية من أي شبهة تضارب مصالح، و أنها (الصفقة) خاضعة للقانون من طلبات العروض لدفتر التحملات للضرائب، فإننا لن نخرج عن معضلة مهمة في حكم وتسيير أسعد بلد في العالم: ما القيمة المضافة العالية و التقنية الكبيرة التي يتطلبها تسييل الأوكسيجين، و التي تدفع الدولة المليارات مقابلها؟
في كل بلدان العالم المتقدمة أو الساعية للنمو، تتكفل الدولة بالأنشطة البسيطة أو التي لا تتطلب خلق قيمة مضافة عالية فتربح المال و الوقت، أو تمنحها (الأنشطة البسيطة) لسائر خلق الله بالعدل باش كل شي يترزق الله:
في جنوب أفريقيا، تمنح السلطات كل سنة آلاف التراخيص للمواطنين للبحث عن الذهب و الألماس بشكل قانوني. في أمريكا، 80% من حفارات النفط يملكها مواطنون أو شركات صغيرة جدا. في كوبا، تضع الحكومة مكثفات أوكسيجين فوق أسطح المستشفيات فتحصل على أوكسيجين سائل طبي مجاني...فماذا عن المغرب؟
(الدولة) تتخلى دون مقابل مادي و تمنح جميع القطاعات السهلة (دون قيمة مضافة) و العالية الربحية لحلقة ضيقة من من يسمون أنفسهم رجال (و عيالات) أعمال محظوظين :المياه المعدنية، الغابات، المعادن، صيد أعالي البحار، النقل، المقالع، أجود الأراضي الفلاحية...و تتساءل في النهاية (الدولة): أين الثروة؟ و لماذا لا يخلق اقتصاد الوطن قيمة مضافة؟
مقابل كل هذا السخاء، لا يشغل ما يسمونه قطاعا خاصا سوى 1.2 مليون مواطن، أي أقل من 10% من اليد العاملة الرسمية، و لا يساهم سوى ب30% من حجم استثمارات جلها موجه للتصدير و إدخال العملة الصعبة للملاذات الضريبية.
لتمويل خدمات عمومية تهوي للحضيض سنة بعد أخرى ، تفرض الدولة غرامات (عكس غرامات الشيخات) على المواطن في كل حركة و سكون (كمامات- كارط ناسيونال...)، أو تقترض بأعلى الفوائد و تصدر الأزمة لجيل المداويخ القادم.
يبقى الحال كما هو عليه، و على المتضرر اللجوء...للمطار!!
للقصة بقية...
الكاتب أيوب الرضواني .