JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

البحث_عن_الذات 🌳 1_3

 #البحث_عن_الذات

الجزء الاول

الفصل الثالث.



"دلني "البشير "  ،على محطة الحافلات، سرت متثاقل الخطوات في شارع لم أتذكره...، وكانت تلك أول مرة تطأ قدماي القنيطرة،والتي لا تختلف عن الدار البيضاء بصخبها وضوضائها  وجمال هندسة معمارها ،تمنيت لو اكملت بقية العطلة هنا في مشهد ذكرني بالمدينة القديمة (الدار البيضاء).

 رجلاي منملين من كثرة الجلوس غير المريح وطول الطريق  .

سألت أحدهم عن المحطة ما إن كانت بعيدة أم لا..

رد ..ناعتا برأسه ٱنظر... إنها أمامك ..شكرته ،وأكملت المشي ،

دخلت المحطة وأنا أنقل الحقيبة من اليد إلى اليد الأخرى. الناس هنا غرباء  مستعجلون مثلي ،الحياة داخل المحطة مختلفة تماما عن باقي الفضاءات، لم تعجبني الحياة هنا، تمنيت لو اغمض عيناي وافتحهما في حضن أمي ..انا متأكد انها اشتاقت لفلذة كبدها... إشتريت تذكرة من شباك تشتغل فيه سيدة ذات بشرة سمراء تخفي خلف ملامحها حزنا عميقا ،قليلة الكلام ،وانا أصعد الحافلة كنت كلي أمل بالجلوس أمام فتاة جميلة، أنسى معها تعب ماتقدم وما هو قادم من السفر ، 

لكن حلمي تبخر عند باب الحافلة،رددت في خيالي ..يا لحظي العاثر! أكل الناس مثلي تعساء !! لماذا انا هكذا !

الحافلة ممتلئة ..صراخ الأطفال يضج  ويزداد صخبا في كل مكان ،وقفت في الممر الضيق الذي يتوسط الحافلة المزدحمة .

صعد سائق الحافلة مرتديا قميصا مزركشا أشعث الشعر ، جيب قميصه تملئه محفظة وقلم يميل جهة الشمال ،رمى ماتبقى من السجارة من يده .

تحركنا ،واملي أن ينزل أحدهم نصف الطريق وٱخذ مكانه لانام ولو قليلا لأن جسدي  جد مرهق ..

كان (الݣريسون) يٱمرنا أن نجلس مقرفصين كلما بلغنا نقطة التفتيش للدرك،او الشرطة .لم أكن أعرف لماذا يٱمرنا هكذا حتى سألت شابا في سني ومن خلال جوابه تبين ذو تجربة كان يقف امامي.،لماذا نحن المعنيون بالتقرفص دون غيرنا ؟

فسر لي... نحن الآن غير قانونيين ... وبالنسبة للسائق فله مخالفة زجرية وبدأ يشرحلي  العواقب ....لم أشأ ان اعرفها .

بدأت الشمس بالمغيب ونحن على مشارف مدينة سوق الأربعاء..

أشاهد المنظر من زجاج الحافلة ،الأرض هناك منبسطة ، الشمس تكاد تلامس الارض ..ياله من منظر رائع، لم أرَ  اجمل منه طوال الرحلة يا ليتنا نسكن هنا لأشاهد الغروب كل مساء.

وصلنا المدينة..(سوق الاربعاء) الجميل فيها رائحة الشواء هذه الرائحة لم استنشقها في المدن السابقة .

عصافير بطني تزقزق ولم يتبق لي من النقود إلا ما يوصلني من وزان  الي البلدة ... نزلت مع الركاب الكل يطلب الكفتة المشوية ، لعابي يسيل،ولكن لابد ان أسكت العصافير...طلبت نصف خبزة  محشوة بالكفتة الشهية  ببصل وطماطم دون الحر ،جلست بطاولة مجاورة لعائلة  محترمة ،أسكت ماببطني من زقزقة ..انتظرت حتى قام رب الاسرة للدفع وتابعته متحايلا في مشهد تمثيلي على أعتبار اني إبنه او شي من هذا القبيل .عاد الرجل إلى الطاولة، صعدت الحافلة حيث هنا بدا الركاب  يتناقصون ..رجعت للمقاعد الخلفية حيث أطلقت العنان لنفسي ،تمددت مستندا حقيبتي مستديرا ظهري  ..(واللي ليها ليها) تحركت الحافلة ولم يكلمني أحد أحسست براحة شديدة بعدا وجبة مجانية ،فليسامحني الله على ما اقترفته بطني فليسامحني .... نمت نوم المسافرين  لا انا نائم ولا انا صاحي المهم اني اغمضت عيني ،وريحت معدتي  وصلنا وزان حوالي الساعة السابعة مساء ،الحافلات مركونة قرب بعضها على طول سور المحطة السفلي، وكأي مسافر لايجد خيارا اخر سوى البول خلف احدى الحافلات هناك حيث ريحة من سبقوك من البوالين .

في نهاية صف الحافلات يوجد النقل المزدوج مركونا وبابه الخلفي مفتوح ..اعرف صاحبه جيدا .

يتبع ...

الكاتب : انوار زوريبي 

JBALASITE

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب