#البحث_عن_الذات
الفصل الثاني
إنتهت المكالمة وضع سي احمد السماعة .
سألته :ماذا قال لك أبي؟ هل حصل لأمي شيء ؟
رد علي بنبرة حزينة، لقد أصر على عودتك الى البلدة اليوم ،ولكن لن ادعك تسافر قبل أن نقضي بقية العطلة سويا
قلت_ لا لا.. يجب ان أجمع أغراضي، وأسافر فلابد أن هناك شي لم يريد أبي البوح به، أشعر أن امي او احدا من افراد العائله أصابه مكروه ، كنت مصرا على المغادرة لأن وسائل التواصل كانت قليلة جدا إن لم أقول منعدمة.
تمعن سي أحمد في كلامي ويداه فوق رأسه،
اللي بغيتي والدار داركم، واعتدنا بك بيننا، فكر جيدا ثم قرر.
قلت أعرف هذا وهو شعور متبادل, ولكن مابيدي حيلة....حملت حقيبتي فوق كتفي، وذهنبا (للأوطوروت) ننتظر الحافلة أعطاني سي أحمد ثمن تذكرة العودة ،توادعنا على أمل اللقاء عند بداية السنة الدراسية المقبلة.. ابتعد شيئا فشيئا رويدا رويدا إلى أن غاب عن الأنظار
بدأت ارفع يدي عشوائيا لأي حافلة متجهة صوب الرباط ،محطة القامرة .
لا أحد يقف مرَّ من الزمن نصف ساعة ونيف تحت شمس حارقة.
توقفت على مقربة مني سيارة إكسبريس بيضاء اللون، تنفث سحبا من الدخان أسود صوتها يكسر الخاطر ويملأ الدنيا ضجيجا.
، أَخرج السائق يده من النافذة وعيناه فى المرٱة وهو ينادي : تعال ..تعال.... إلى أين انت ذاهب ؟
أجبته... الرباط الرباط ...
الرباط !!هيا إصعد .
ما إن ركبت حتى بدأ في إستنطاقي، بأسئلة أنا في غِنََا عن الجواب عنها، وأنا كل همي أن أصل القامرة باكرا
سيارة عمرها الإفتراضي منتهي الصلاحية ،رائحة الكازوال "تعطعط" وتزكم الأنف ،الزجاج الأمامي مزين بورد إصطناعي يكاد يحجب الرؤية ،المحرك يكاد يطير من مكانه مزمجرا كالرعد
سألني بعدما عرَّف بنفسه (البشير) ما إن كنت رباطيا أم اني ذاهب لزيارة احد ما ..
ورائحة فمه لا تختلف عن رائحة محرك سيارته بسبب تدخينه بشراهه لأولمبيك الزرقاء، يرتدي قميص أزراره مفتوحة حد فتحة السرّة صدره مُزغب،ضخم الجثة و ولحم جنتيه ملتصقتان بعنقه
أجبته....لا أنا من نواحي مدينة وزان .
قال...أأنت من سد الوحدة ،قلت كلا، تقريبا وإبتسمت وقلت له بافتخار وبثقة عالية، لقد حضرت مراسيم تدشين ذاك السد ورأيت الحسن الثاني مباشرة هناك، الى جانبه شخصيات بارزة من إيطاليا .
ابتسم وقال ... أنت محظوظ إذن لأنك وثقت تلك المناسبة التاريخية وسيبقى التاريخ شاهدا على ذلك .
قلت في خيالي عن أي تاريخ يتحدث هذا وأنا
لم اقل له إنني قضيت ثمان و أربعين ساعة وأنا أنتظر قدوم الملك وقد قضيت ليلتان أبات مع المجموعة الفلكلورية التابعة لجماعتنا سيدي رضوان في (الݣايطون) الواحد لم تكن المجموعة مبتهجة، ونشطة، كونها لا تتوفر على الشيخات كما سمعت أحدهم يقول وهو يملاء السبسي بالكيف وبيده الأخرى صندوق عود الثقاب .
قال لي البشير...سأوصلك الى القنيطرة حيث أقيم مادمت شابا طيبا ولطيفا..
اعطيته خمسون درهما ثمن الرحلة إبتسم وقال : زيد قلت له كنت املك مائة درهم اقتسمتها معك ،فلم يرُد.
شكرته وأعطاني عنوان داره إن انا بقيت هنا بلا مبيت .
أحسست بإرهاق شديد اصابني التعب لانني لم أكن مرتاح طوال الرحلة كون الكرسي لم يكن مريحا بل لم يكن مثبتا بالشكل الصحيح كنت أرجع القيئ من فم معدتي عدة مرات من جراء الدخان المنبعث الى قمرة القيادة ...
يتبع
الكاتب : انوار زوريبي