JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

البحث_عن_الذات 🌳 1_ 5

 #البحث_عن_الذات

الفصل الاول ج/5



ختمت المحكي السابق:

... من كل فج عميق.

     "اقتربت منهم ملقيا السلام ،قبّلت يد أبي، وأنزلت حقيبتي عن كتفي .

أحسست بأنه فرح على عكس ماكنت أتخيل طوال اليومين الماضيين، قال لي ... أين كنت أيها (الأكحل) هكذا كان يحلو لابي أن يناديني ، كنت أكره هذا اللقب كثيرا ،ولو سماني أحدهم غير ه لقتلته و تخلصت منه ،الألقاب المذمومة ليست ليست محببة لدي ..أكرهها .

أجبته... ليس مهما أن تسألني اين كنت ،المهم لماذا استدعيتني وبهذه السرعة ،لقد جعلتني أتخيل أن شيئا ما حدث أثناء غيابي .

أخْبرني مالأمر ؟

  -حدق في جيدا وأعطاني كيسا به لحم خروف ملفوفا في ورق بُني يكاد يختلط لونه مع لون اللحم ، هيا .. إسبقني الى المنزل،سألحق بك فور ما أنتهي في شغلي مع الناس ،هكذا قال ..

رُحت الى (اکريكار) وهو الحي الذي  كنا نسكن آنذاك، هنا بهذا الحي ناس طيبون ولطفاء جدا شيبا وشبابا و أطفالا ،الحياة هنا بسيطة وغير مكلفة ولامتعبة كما هو الحال في الدار البيضاء ،حيث الكل متلهف في الجري وراء  الخبز، هنا الناس يضحكون رغم الفقر والتعاسة هنا الشباب مثقف وواع وطموح، هنا الشباب لا يدخن السجائر و المخدرات ولا يشرب الخمر، انا أيضا لم اكن أدخن وقتها ولا اشرب . 

كنت أحب الحياة بهذا الحي . وكنت أحب الناس أيضا،

وصلت المنزل حيث أطفال يلعبون ويملؤون الحي ضجيجا قرب الدار، الغبار يتطاير في السماء يغطي مصابيح الشارع يُخيل لك أنه ضباب كثيف، دفعت الباب ،وصعدت الدَّرج ودخلت دون أن أحدث صوتا ، السكون يعم المكان،الاضواء تنيره ، قلت في خيالي مازحا.. هل أخطأت رقم الدار ام ماذا !!

أمي كانت منهمكة في الحديث مع جارتنا سعيدة زوجة الاستاذ، والتي لاتحمل من السعادة سوى الإسم ..اه...للمسكينة ياسعيدة... 

كنت اسمع صوت أمي وهي تتحدث، ناديتها ...فصعِدت  مسرعة عانقتني بقوة وقبلتني ماسكة إياي من كتفي جرني الى صدرها  ثم تضمني. هكذا هي الأم منبع الحنان والاحساس الطيب.سألتها لماذا انا هنا ؟لماذا استدعاني أبي ،انا لم أر عليكم أثر الحزن كما رسمت في خيالي، وهذا شيئ جميل! هل تخفون شيئا عني ..؟ 

ردت :  مستغربة، لا أخفي عنك شيئا بدوري لا أدري سبب استدعاء والدك، لربما لتساعده في العمل في المطعم الذي نغطي به مصاريف حياتنا... وانت تدري اباك بلغ من السن عتيا  ويحتاج من يعينه ..هو لم يخبرني بشيئ قط...

بدأ اخوتي في الدخول واحدا تلو الآخر سلمو علي سلاما عاديا...هكذا هم الاطفال لايحسون كالكبار بَيد أن الفتيات الصغيرات شيئ مختلف تماما هكذا كانت مدللتي الصغيرة عانقتني بإحكام ورددت.. اشتقت لك اشتقت لك، هذه العبارات البريئة  جعلتني لم اندم على العودة...الاناث دائما مختلفات عنا نحن الذكور تماما ..كنت ولازلت أحبها .

دخل أبي وعلامات العياء بادية على محياه،لم اشأ أن ألّمِح له في شيئ عن الموضوع رغم الهوس الذي كان يتملكني، ولن يهمني في شئ مادامت الامور على ما يرام .وكما حسبت لها.

   جلس  بالقرب مني محدثا إياي .. لقد صرتَ رجلا ،وعليك الإعتماد على نفسك من الآن فصاعدا .

قلت له.وهل تشك في ذلك أبي ....

رد ...كلا اعرف انك مررت بتجارب عدة رغم صغرك ،تجارب جعلت منك رجلا قبل الأوان،ولهذا استدعيتك للحضور من الدار البيضاء الى قريتك، كي لاتفوتك هذه الفرصة الذهبية.والتي ستأمن لك مستقبل أفضل .

فكرت.... كيف سيكون هذا المستقبل ذهبيا، و مستواي الدراسي لا يتجاوز التاسعة اساسي ،ماهذا الحظ ؟

    -لقد اخبرني صديق لي أن الانخراط في صفوف الجيش بعد أيام قليلة (مكملا كلامه), ومَدَّني بعض الوثائق وكناش الحالة المدنية واربع مائة درهم ،وعنوان "القاشلة" الكائن بمدينة  بأكادير ، ولم يعطيني فرصة  للتعبير عن رأي في الموضوع كعادة اهل البلد الذين يحبون أن يسمع الى ارائهم دون نقاش.


تدخلت والدتي على الخط  مقاطعة حديث الوالد، ويداها مبللتان بالماء تمسحهما بقطعة قماش ،مقاطعة حديث الوالد، بصوت مرتفع ... ألا يجدر بك أن تناقشني موضوع يخص مستقبل إبننا .. ام هو ابنك وحدك . أنوار لن يذهب الى العسكر و

سيكمل دراسته وإن اراد هو ذلك فعلى الأقل يلتحق بمستوى مشرف برتبة مشرفة .

رد :هذا موضوع يخص الرجال ولا يعنيك انا أعرف مستقبله اكثر منك.

فضلت الصمت كلغة عن عدم قبول الفكرة جملة وتفصيلا . أمي تعرف أن حلمي أبعد مما يتصور أبي ،دافعت عني بشراسة، هي لاتكره العسكر بل تصورها ابعد من ذلك ان أكون مسؤولا برتبة سامية تجعلها تفتخر بها بين العائلة والناس ... 

أبي لم يكن يوما قاسيا معي، بل كان كصديقي،  لم اكرهه يوما .أعرف انه كان يريد بأن أصير أفضل حال منه، شأنه شأن أي أب.هو يعرف أن الزمن لا يرحم .

لم يكن عشاء ذالك اليوم كما تعودنا والداي غضبا من بعضهما بسببي ،عم السكون كل ارجاء البيت لم نعرف لذلك العشاء لذة .

امتطى والدي جواد فراشه وسافر به في رحلة نوم طويلة،

بينما لم ننم أنا وامي  طوال تلك الليلة.

بِتُ احلم بأشياء لم تخطر على بال أحد  من والداي حلم يراود كل الشباب في مثل سني، انها طنجة عروس الشمال .

JBALASITE

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب