الطْرابقْ" و"الشّاشية" والمنديل .. لباس النساء الجبليات بوزان
عادة ما كانت تسترعي انتباهي القرويات الجبليات من النساء والصبايا القادمات من مداشر مختلفة إلى مدينة وزان بألبستهنّ التي تبرز وجهاً آخر من المسافات ومن روح الماضي، ومن حضارة وتقاليد تلك المناطق، خاصة في مواسم محدّدة مثل عاشوراء، أو أثناء التردّد على "السْويقة" للاستعداد للأعراس أو الختانة، وغيرهما من المناسبات وما يتبع ذلك من عادات التسوّق.
فما يميّز هذه المشاهد التي تختلف في بعض الجزئيات من منطقة إلى أخرى، والتي تمتزج فيها الهويّة بأوجه الحياة، أن النّساء أو الصّبايا كان زيهنّ يتكوّن من غطاء الرّأس والحزام، وكانت "الطْرابقْ" عبارة على غطاء جلدي لمقدمة الساقين من أجل حمايتهما. كما كانت تزيّن أطراف "الشّاشية" (غطاء الرّأس) بحجمها البارز والمنسوجة من نبات الدّوم (العزف)، خيوط صوفية سميكة متلاحمة مع كريّات كبيرة من الصّوف باللون الأزرق، وأحياناً أخرى صغيرة ذات ألوان متعدّدة تعطي لهذه القطعة من اللّباس مسحة خاصة وذات قيمة.
وفي سياق مماثل، كانت المناديل، كمشترك اجتماعي، عبارة عن مؤزر يربط ُ من الأمام ويغطّي "الكُرزيّة"، يحتوي على خطوط تختلف في طولها وعددها وحجمها وتتابع ألوانها، حسب كلّ قبيلة على حدة.
لقد استلهم بعض الفنانين من أصحاب التراث الغنائي الشعبي أو أغاني "الطقطوقة" الجبلية، كلماتهم من لباس المرأة القروية الجبلية، وجسّدوا ذلك بالقول في أغنية قديمة مازالت تتردد في البيوتات وبين النّساء الجبليات: "أيْلالي يا السُّعدية أيْلالي.. السُّعدية الجبْلية بالطْرابقْ والشاشيةْ..."، فضلا عن "أعيّوعْ" وهي مواويل تردّدها النساء أثناء مواسم الحصاد أو الأشغال الفلاحية والاعراس والمناسبات.