JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

البحث_عن_الذات 🌳 1_1

 #البحث_عن_الذات

الفصل الاول.




 لماذا أدون مذكراتي أ لأنها سعيدة كلاّ ، إن الذي يعيش حياة هنيئة لا

 يدونها بل يحياها ويعيشها هكذا يقول توفيف الحكيم.

ترددت كثيرا،،حاولت مقاومة يدي بقيود الخوف والعار، واستسلمت لقلمي لاكتب لكم قصتي ..

كان حلم والدي كحلم أي أب يريد تأمين مستقبل  يصون كرامة  أبنائه  من الضياع والفقر، كنت مقبلا على مرحلة التعليم الثانوي. حين أراد لي الوالد  الخدمة العسكرية، فلطالما سكنته هذه الفكرة حدَّ الهوَس،..ومع تقدمي في السن بدأت أحلامي تكبر وتوجعني أكثر فأكثر  وتتسلل إلى نفسي جملة من الهواجس والأسئلة العالقة والمؤجلة وخاصة تلك المتعلقة بمطلب أبي "المُقَدِّس" وسلك الجندية!!

أكان أبي فعلا مهووسا بحب الوطن إلى هذا الحد؟ أم أن حلمه الضائع بالقتال إلى جانب أقرانه في حرب الصحراء دفعه إلى اختياري لأخوض باقي الحروب (لا قدر الله) بالوكالة!! أم أن هناك أشياء أخرى غابت عني وقتئذ..، أي كانت الإجابة أَبْدَتْ لي تجارب الحياة ما كنت جاهلا،.. ؟؟ ، كان الفقر هو الدافع الأساسي وراء رغبة والدي اللحاق بالجندية في سن مبكر 

الفقر، عدو الإنسان والإنسانية، وإلا فما الذي قد يدفع شابا في عمر الزهور لدفن أحلامه وطموحاته، غير أن طبع الأم دائما ما يكون مخالف لرأي الاب وتصر على ان يقرر الابن دون غيرة مصير حياته.

سمعته مرارا يقول لي فيك عسكري مخير. وأنا اراك ترتدي بزة عسكرية خضراء داكنة، ذات هيبة ووقار، وان اكون مفخرة له بين أقرانه حين يجتمع معهم في مناسبة ما...

لكن بالنسبة لي كشاب مفعم بالحياة وطموحي اكبر من اصير كذلك وان اكمل دراستي ،كان لي رأي مخالف لحلم ابي التقليدي.

جحيم هو ذاك المستقبل  الذي كان يقرره لي والدي . بينما كان للبعض الاخر طموح  ،بالرغم من ان تفوقهم بالدراسة وحصولهم على اعلى نقط اكثر مني بكثير  ،كان سيجعل من حلمهم اسمى واعتى مما يتطلعون اليه من  حلمهم البسيط ،  كون اغلبيتنا لم يسافر قط إلا بعد تخطيه  المرحلة الإعدادية بثانويات وزان .

دافعت عن رأيي بخصوص ان اكون ذاك الجندي المهيب والبطل  في اعتقاد ابي، الى أن صار هذا الحلم جحيما حقيقيا عند استكمال سنتي الثانية باكالوريا وسافرت حيث يقيم صديقي بحي البرنوصي  بالدار البيضاء حيث الصخب والترف والفتايات، خلت نفسي انا اتجول بالمدبنة القديمة وعين الدياب كنت احدق بالسماء حيث البنايات الشاهقة والاعلانات الكبيرة  اكثر من انظر امامي ،خلت نفسي  انني في مسلسل les rues de san francisco. بدا لي كحلم تواجدي هناك حيث الناس تعشق الحياة .هنا الناس لايفكرون كأبي ..كدت أُجن كلما رأيت شابة في سني تسوق سيارة كبيرة مفخخة بثدييها الكبيرين ،واخرى تكاد عارية الذراعين والفخذين. كم كنت اشتهيهن وانا اتطلع تضاريس اجسادهن،فقد كنت املئ بندقيتي نهارا لافرغها كلما سنحت الفرصة  ليلا ...

ذات صباح رن هاتف منزل صديقي على غير عادته ، ويا ليته لم يرن ويا ليته اصيب بعطل ذاك الصباح ذاك الهاتف المزعج بصوته وكأنه قطار بخاري قادم ، في الجهة الأخرى من السماعة  بدا صوت والدي مسموعا....

يتبع

الكاتب انوار زوريبي

JBALASITE

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب