آفة التحرش الجنسي بالنساء في مجالات السياسة والإدارة والعمل المدني : إقليم وزان نموذجا.
دور المرأة محوري في مجالات السياسة والإدارة والعمل المدني والجمعوي والوظيفة العمومية بكل مجالاتها...
فالمرأة لها حقوق متساوية مع الرجل وفق الدستور المغربي والمواثيق والعهود والإتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب وأول هذه الحقوق هو الحق في الكرامة الإنسانية ،لكن هناك اكراهات كثيرة مازالت تشكل عائقا أمام تمتعها بكافة حقوقها المشروعة وذلك راجع لعدة أسباب منها ماهو ثقافي وسياسي وإقتصادي إضافة إلى تراثنا الفقهي الديني.
هذه الحقوق التي تتمتع بها المرأة" نظريا "في مجتمعنا جاءت نتيجة نضالات شاقة وطويلة قادتها الحركة الحقوقية المغربية ،لكن ممارسة هذه الحقوق تعتريها عدة صعوبات وإكراهات وطبوهات، نذكر منها قضية على سبيل المثال لا الحصر آفة التحرش التي تبقى من الطابوهات المسكوت عنها في مجتمعنا لأسباب متعددة.
وحتى لا يتشعب الموضوع أكثر نأخذ مثلا معاناة المرأة مع التحرش الجنسي في مجالات الإدارة والسياسة والعمل الجمعوي.... وعلى سبيل المثال سنتطرق لهذة الظاهرة بإقليم وزان كنموذج بحكم معرفتي به بشكل جيد ودقيق وبناء على ما نتوصل به من شكايات في نفس الموضوع، لكن للأسف هؤلاء النساء ضحايا التحرش يرفضن الكشف عن هويتهن لأسباب اجتماعية وعائلية ،لكنني سأحاول تسليط الضوء على هذه القضية دون ذكر الأسماء إلى حين حصولنا على الموافقة من طرف المعنيين، وهنا سأسرد بعض النماذج ضحايا التحرش الجنسي في الإقليم خلال السنوات الأخيرة.
"... مستشارة جماعية تتوجه إلى إحدى المدن البعيدة عن وزان من أجل المشاركة في مؤتمر قاري حول دور الجماعات الترابية في التنمية وسيكون من بين المدعويين بعض رؤساء الجماعات بالإقليم ، وخلال الإقامة في الفندق تتعرض للتحرش من طرف رئيس جماعة في بادئ تحت أنظار اثنان منهم وهم في حالة سكر طافح، وفي الليلة الثانية سيحاول نفس الرئيس اقتحام غرفتها بالقوة وهو سكران لكنها نجت منها محاولة اغتصاب بأعجوبة وطبعا تحت قهقهات باقي زملائه السكارى.... هذه القضية ظلت طي الكتمان بعد تدخلات وضغوطات عدة وخوف هذه المستشارة على سمعتها ،لكنها تؤكد أنها ستكشف عن هذه القضية في الوقت المناسب... ".
"... مستشارة جماعية وفاعلة جمعوية شابة تعرضت لحملة لتشويه سمعتها وتمريغ كرامتها من بعض نشطاء التواصل الاجتماعي بتحريض من الأشخاص الذين رفضت تلبية رغباتهم الجنسية فجاء الانتقام منها عبر نعتها بالعاهرة والساقطة... ،هذه الشابة قاومت لسنوات الرغبات الجنسية المريضة لأحد المسؤولين الذي حاول مرارا ابتزازها جنسيا وعندما فشل في ذلك عمل على عرقلة انشطتها الجمعوية والتعاونية مع مضايقات أخرى... ".
"... جمالها وتفانيها في عملها كان سببا في تعرضها لمضايقات كثيرة في بداية الأمر، لكن مع مرور الزمن ظهرت النوايا المريضة لذلك المسؤول الذي صارحها برغبته في برغبته بأن تصبح عشيقته مقابل امتيازات كثيرة، لكن بعد رفضها لطلبه عانت من مضايقات كثيرة، هذة قصة موظفة مع رئيسها في العمل والنتيجة مجالس تأديبية وحرمانها من الترقية لأنها لم تلبي رغبته المريضة.... ".
وهناك العشرات من القصص الأخرى وكانت الضحية هي المرأة وسأحاول التطرق إليها تباعا إلى حين حصولنا على الموافقة من أصحابها لفضح هؤلاء المكبوتين.
*** نورالدين عثمان : فاعل حقوقي.