JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

البحث عن الذات.، الجزء 10

 البحث عن الذات.، الجزء 10.

 بقلم أنور زريبي.




.اغرمت بها من النظرة الأولى ،أُعجبت بجمالها وموقعا المطل على البحر،هكذا انهيت المحكي السابق من الجزء التاسع


 "وقفت على رصيف شارع مالاباطا اتأمل الغادين والرائحين ويداي في جيبي،غير مكترث بصخب الشارع وأضواء السيارات و هرج الباعة.. فتيات في مقتبل العمر يتبخترن في مشيتهن نهودهن تلعن الناس والعالم، أردافهن تقول أن الوضع خرج عن السيطرة.!  لم أكن أتصور طنجة بهذا الجمال الذي يستهوي الناظرين ، مصابيح عملاقة تنير أمواج البحر ما أروعه حين يطل عليه العشاق .. وما أشد ظلمته حين يذهب الجميع الى حال سبيله وتوصد في وجهك الأبواب وتصبح أنت والبحر ٱنيسين لبعضكما .

بِلَهْفةِ المشتاقِ كنت أجوب الشارع ذهاباً وإياباً ودون توقف، ففي اتجاه القصر الصغير كنت أسترجع أنفاسي قليلا أمام محطة الوقود، ثم أُدْبِرُ راجعا متثاقل الخطوات إلى حدود باب المرسى. تتقاذف الأفكار في ذهني على طول الطريق، حقيبتي متدلِّية من عنقي كطوق امرأة تنتظر قدوم زوجها من المعركة.. حذائي الصغير بدأ يَخُزّ قدمي اليسرى، سروالي الكاكي بدا لونه أكثر قتامة حاله كحال مستقبلي في طنجة العالية. اطرح اسئلة على نفسي ولم أجد لها ردا مقنعا  ،من بين الأسئلة التي كانت تؤرقني، لماذا الدنيا تقسوا علي على هذا النحو؟ 

أم أنني لا أمثل سوى رقم صغير من العشرات بل المئات أمثالي..

لا بل ليسوا كذلك. أحياناً...

وعلي أن أبحث عن مكان أقضي فيه هذه الليلة ريثما يحل الصباح وأبحث عن منزل عمتي الذي يوجد في حي مغوغة الشعبي. فكرت أنها تسكن مع بناتها، وهذا سبب كافي لقروي مثلي كي لا أفكر ثانية في المكوث عندها .

وقع اختياري على ديكور عبارة عن صخرة كبيرة منحوتة وهي في الاصل لاتشبه لشئ ،تتوسط شارع "مالاباطا" بالقرب من مطعم "ارينا"، استلقيت تحت الحجرة العملاقة مختبئا من السُّراق والمتشردون مرددا في خيالي سأقضي بقية الليلة هنا وليس لدي ما اخسره اصلا.

 يقال كثيرا مايتحالف الليل مع الذاكرة ضد النسيان،ربما لهذا تنشط ذاكرتنا اكثر بعدما يسدل الليل ستاره الحالك ونجد انفسنا نتسكع في شوارع ذاكرتنا العتيقة رغما عنا ،لكن هذه المرة سقطت مغشيا لم يتسنى لذاكرتي أن تسافر ، بل كان لجسدي النحيل موعد مع النمل فلقد بات يتجول في كل انحاء جسمي دونما أن أحس فلقد كنت منهكا جدا فسقطت مغشيا دون حراك إلى أن سطعت في وجهي شمس الصباح وانفض جيوش النمل الاحمر من على جسدي ، رُحت عند عجوز كان يسقي "الكازون" القيت عليه تحية الصباح فلم يرد ، ثم طلبت منه ان اشرب من الانبوب فقال: ليس للشرب .. قلت له دعني اغسل وجهي اذن رجاءا، وهو يصب الماء على يدي وفي نفس الوقت يوبخني ،(تانتينا باغي تحرݣ.. احسن لك ان ترجع  لداركم ) قلت له ومن قال لك انني أريد ذلك ، رد وهذه المرة بنبرة فيه شيء من الليونة والحنان انصحك ألا تبات هنا مرة ثانية ،فقد تتعرض للسرقة والاعتداء ،قلت له ليس لي مايسرقونه ،فوقف مستقيما وبظهره حدبه ثم قال  لي : سوف يغتصبونك أنت بوجادي ولا تعرف عن الليل ومساوئه شيء... ادخل في نفسي الرعب والهلع لأنني كنت على خطأ حين اعتقدت أن اللصوص يسرقون المال والاشياء الثمينة فقط ولم افكر قط انهم يسرقون الشرف أيضا، فرُوحت أبحث عن مطعم ومقهى شعبي لأسدً رمق جوعي واسكت عصافير بطني ،وأعلن عن يوم جديد ومغامرة نحو المجهول...

 يتبع

JBALASITE

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب