JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

ساحة وساعة السوق " : القلب النابض لوزان. للدكتور الوزاني الفاضل شريف الرطيطبي.


ساحة وساعة السوق " : القلب النابض لوزان.

للدكتور الوزاني الفاضل شريف الرطيطبي.




عُرفت ساحة الإستقلال بوزان بكونها القلب النابض للمدينة, فهي كانت تسمى بداية بسوق الخميس الأسبوعي، قبل أن يحول السوق إلى أسفل المدينة فسمي بالسوق التحتي.  

عرفت هذه الساحة أحداثا تاريخية مهمة أيام الاستعمار وبعد الإستقلال، ولعل أهمها إستقبال جلالة الملك محمد السادس في زيارته التاريخية الثانية للمدينة سنة 2006م، وقبلها استقبال جده الملك الراحل محمد الخامس في زيارتين تاريخيتين لها. 

أصبحت  القلب النابض لوزان عندما تحولت إلى ساحة عمومية تتوسطها نافورة وتؤثت فضاها البناية الجميلة للمكتبة البلدية، وعلى جانبها ساعة السوق (المكانة) التي كانت تستعمل للإعلان عن حالة الطوارئ أيام الاستعمار، وتحولت الإعلان عن بداية شهر رمضان ومواعيد الإفطار والسحور، والإعلان عن عيد الفطر.  

كانت مكانة السوق تدق على رأس كل ساعة دقات بعدد الساعة، ودقة واحدة على رأس كل نصف ساعة، فكانت بمثابة ساعة ناطقة. وهي بذلك كانت تنبه الساكنة التي كانت تسمع دقاتها النحاسية الجميلة في الأحياء المجاورة لها ، بل وحتى بحي الرمل وحي الحدادين، وكان يتم التطلع إليها من طرف المارة لمعرفة الوقت، يوم كان للوقت معنى في دار الضمانة، وقبل أن يتوقف الزمن بها.. فتوقفت الساعة عن النطق والكلام, وكأنها تشتكي للعالم اتساخ جدرانها وتكسر زجاجها وطول انتظار إصلاحها رغم النداءات المتكررة من طرف أبناء المدينة والغيورين عليها!!  وهي المعلمة المميزة للساحة، حيث يلاحظ الزائر لوزان أن المدينة دخلتها الحضارة قبل سنين طويلة خلت بالنظر إلى عمرانها العصري المتمثل في الفنادق والمقاهي المحيطة بالساحة وساعتها الشاهدة، وعمرانها الأصيل المتمثل في قوس"باب الجموعة" القريبة منها.


كانت الساحة فضاء للوافدين عليها من مختلف الأحياء ومن خارجها،  وكانت تستقبل قوافل السياح الذين كانوا يزورونها على متن الحافلات والسيارات والدراجات النارية وحتى الهوائية وبواسطةالحافلات العمومية يوم كانت وزان حاضرة ضمن الخريطة السياحية للمملكة. كانت بمثابة"ساحة جامع الفنا"،  تستقطب حلقات الفرجة المختلفة من مروضي القردة والثعابين والألعاب السحرية والملاكمة وبائعي الأعشاب الطبية والأدوية والحكواتيين والموسيقيين وهواة مسرح الهواء الطلق, وكانوا  يؤثتون فضاءها على طول معظم فصول السنة، لا ينافسهم فيها سوى "لافوار" الذي يشتغل ليلا والقوافل السينمائية التي كانت تقدم أشرطتها لأيام معدودة، بينما كانت المكتبة البلدية منهلا دائما للقراءة والتثقف والتعلم حتى في العطل المدرسية، قبل نقلها ودفنها بجوار مقر البلدية وتحويل بنايتها إلى مقاطعة حضرية، وقد نهلت من حياضها أطر فاعلة في المجتمع المغربي اليوم !! 

ومع توالي الأيام  وتداول السلطة تم إقبار الساحة بردم ودفن نافورتها، وخضغت لعملية تحنيط بترصيصها ورسم ساعتها على أرضيتها.. لتتحول إلى ساحة خاوية على عروشها, وذلك بعد أن قطع شريانها، إذ كانت ترتبط بالسوق القديم الموجود أسفلها ( المارشي القديم) بأدراج  جميلة تم إغلاقها وتحويلها إلى محل تجاري !! وكانت تحيط بالساحة سلاسل حديدية جميلة لا يعرف مصيرها بعد نقلها إلى حديقة للا أمينة بحي العدير وبعدها إلى جهة مجهولة!

وبذلك تم الإجهاز على القلب النابض للمدينة،  وبقيت الساعة تبكي حظها وحظ ساحتها التاريخية.. في ظل غياب مبادرات فاعلة لأبناءها المحبين والغيورين وقصر نظر المسؤولين عن الشأن العام بدار الضمانة  !!

JBALASITE

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب