JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...

جرائم اغتصاب الأطفال : قصة حزينة عن تجربة شخصية.

 جرائم اغتصاب الأطفال : قصة حزينة عن تجربة شخصية. 


قبل سنوات توصلت بشكاية بصفتي كاتب إقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بوزان تتعلق بإغتصاب طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات وذلك ،نواحي وزان فقمت على الفور بربط الإتصال بأسرة الضحية وطالبت بعرض الطفلة على طبيب فتأكد تعرضها للإغتصاب بطريقة وحشية ،وبعد ذلك استمعت إلى رواية الطفلة وكانت برفقة والديها ، كانت الطفلة تحكي لي تفاصيل تعرضها للإغتصاب بشكل بشع وهمجي من شخص تجاوز عمره الستين سنة فيما كانت دعوع والديها تنهمر مثل زخات المطر، مازلت اذكر ان والد الطفلة أخبرني آنذاك أنه لا يستطيع النظر في وجه ابنته وزوجته لأنه يشعر بالخجل والضعف والعار ورغبة في الانتقام ،لم اكن حينها املك جوابا فقط كنت أشعر بالغضب والعار وكنت احاول جاهدا السيطرة على مشاعري وغضبي وعاطفتي الإنسانية، لكن في قرار نفسي كنت أردد لو كان الأمر يتعلق بإبني أو ابنتي لما ترددت لحظة في مسح هذا الوحش من خريطة العالم.

عملت على إعداد تقرير في الموضوع بعد اجتماع المكتب الإقليمي وقبل توقيعه ونشره توصلت بمكالمة هاتفية من شخص ينحدر من نفس القرية يخبرني أن طفلته ذات الست سنوات تعرضت أيضا للإغتصاب من طرف نفس المجرم، فكان اللقاء مع الطفلة الضحية برفقة أسرتها لكن هذه المرة كانت الصدمة أقوى لأن الضحية تعرضت لإغتصاب أكثر وحشية وهمجية.

اصدرنا بيان في الموضوع وأنا على يقين أن هناك ضحايا آخرين ،وبعد انتشار الخبر في وسائل الإعلام المحلية والوطنية تم إلقاء القبض على المجرم تلقيت اتصالا من المصالح الأمنية فقمت بإرشادهم إلى مكان تواجد المجرم وفق معلومات وفرها لنا أبناء الدوار، وبعد التحقيق معه من طرف عناصر الضابطة القضائية اعترف بالمنسوب إليه واعترف أيضا بأربع أطفال آخرين كان قد اغتصبهم في أوقات سابقة ، لكن المفاجأة هو أن هذا المجرم كان قد أدين قبل عشر سنوات بخمس سنوات سجنا بسبب اغتصاب طفل قاصر قضى منها أربع سنوات.

أدين هذا الوحش الآدمي بعشرين سنة سجنا بعد معركة قضائية طويلة، لكن القصة لم تنتهي هنا.

بعد عدة أسابيع من اعتقال المجرم توصلت بمكالمة هاتفية من شابة وطلبت لقائي على انفراد، فحصل اللقاء بأحد مقاهي مدينة وزان فوجدت نفسي أمام شابة طالبة في شعبة الحقوق السنة الثالثة تحكي لي تفاصيل تعرضها للإغتصاب تحت العنف من طرف نفس المجرم عندما كانت تبلغ من العمر إحدى عشر سنة، لكن لم الشابة لم تستطيع البوح بذلك لأفراد أسرتها لأن المجرم هددها بالقتل، وتستمر الشابة في حكاية قصتها المرعبة مع الإغتصاب والدموع تنهمر من خديها دون توقف أن شخصا تقدم لخطبتها من والديها لكنها خائفة من إكتشاف الحقيقة الفظيعة والفضيحة....... حاولت التخفيف عنها ومساعدتها قدر المستطاع ،لكنني كنت أدرك أنني كالذي يسكب الماء في الرمال لأن الأوان قد فات . 

ظل الإتصال بيني وبين الطالبة الضحية لعدة شهور وكانت قد جعلتني أن اقسم ألا اذكر اسمها أو قصتها لأحد وهذا ما وعدتها  ووفيت به، وفجأة انقطع الاتصال بيننا دون أن أعرف سبب ذلك، لكنني كنت متيقن أن سوءا حصل لتلك الطالبة التي كانت تناديني بأخي العزيز نورالدين، وبعد عدة أشهر علمت بخبر إنتحارها عن طريق أحد أبناء قريتها.... ونتيجة الصدمة  والاحساس بالعار لم أغادر منزلي لعدة أسابيع... 

كل ما اعرفه الآن ان المجرم يعيش الآن في السجن مستفيدا من الأكل الجيد والرعاية الطبية وحصص الرياضة حتى يحافظ على لياقته البدنية لكي يكمل مسيرته في قتل أبناء هذا الوطن ،فيما أسرة الطالبة رحمها الله مزالت تعيش على وقع الصدمة والحزن، فيما لا اعرف شيئا عن باقي الضحايا لكنني أتمنى ألا يكون مصيرهن كمصير تلك الطالبة ولو أنني لست متأكدا من ذلك.... 

استمعت خلال مسيرتي الحقوقية إلى أكثر من ثلاثين طفل وطفلة ضحايا الإغتصاب، وأعرف جيدا ما معنى أن يتعرض اطفالك للإغتصاب وحجم الآثار النفسية المرعبة التي تخلفها هذه الجرائم الجنسية البشعة على الأطفال وذويهم لدى اعتقد ان هؤلاء الوحوش لا يستحقون العيش بيننا لكي يكونو عبرة لباقي المجرمين وحثالة المجتمع، ومن يقول عكس ذلك فعليه أن يخبرنا بموقفه اذا كان ابنه أو ابنته من ضحايا الوحوش الآدمية. 


*** نورالدين عثمان ***

JBALASITE

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

JBALASITE-موقع اخباري بالمغرب