#شذرات من تاريخ وزان :
صورتان ترصدان حقبة تاريخية لمدينة وزان. فهذا المكان بالقرب من ضريح سيدي علي بن احمد، كان يعتبر هامش المدينة القديمة حيث يتموقع نشاط حرفي ملوث بعيد عن الساكنة وهو نشاط دبغ الجلود أي تنقيتها وغسلها ونشرها. للإشارة فإن دار الدبغ الأولى كانت بحي جموعة عند ملتقى شارع عبد الله بن مليح وزنقة دار الدبغ في اتجاه ساحة حي بوكشراد حيث كانت عين للماء غنية. أما الصورة الثانية فتظهر فيها بعض البنايات المغطات بالقش وهو حال كل الأحياء المجاورة لدار الدبغ حتى حي القشريين( قش ريان) وكانت الحرائق تشب فيها أيام فصل الصيف يتعذر إطفائها على مدى أسابيع. وكان يقطن بهذه المباني الدباغون استغلها فيما بعد المهاجرون الوافدون من القبائل المجاورة لتتشكل أحياء جديدة بعيدة عن النواة الأولى للمدينة القديمة بوزان كحي الدرعاويين. وإذا كانت دار الدبغ قد ساهمت بالأمس بشكل كبير في النشاط الاقتصادي للمدينة فإنها أصبحت اليوم عبارة عن حفر تشهد عن ماضي عريق حيت كانت الجلود الوزانية تصدر إلى مدينة فاس وتستغل في شتى الحرف التقليدية كصناعة البلغة والشربيل والبردعة التي تميز فيها يهود وزان نذكر منهم البردعي وبلحدب.
📝 : مولاي الطاهري