الانتحار!!
هل يمكن اعتبار الأشخاص الذين لجأوا الانتحار موتى نفسيون و الموت النفسي يدفعهم للإنتحار؟
مما لا جدال فيه أن الله سبحانه وتعالى هو صاحب الروح التي استودعها جسد بني آدم فلا يملك الأنسان من تلقاء نفسه التخلص منها لأنها أمانة عنده و لأن الله تعالى هو وحده من يحيي،وهو جل وعلا من يميت.
للأسف دون أن نبدي أي نوع من الاستغراب جميع الإحصائيات تؤكد تزايد هذه الظاهرة، فما بين التهميش و الإحباط وعدم القدرة على التكيف مع متطلبات الحياة أو المشاكل التي يواجهها الأشخاص المقدمون على الانتحار، التي تعود أسبابها إلى مشاكل نفسية كلإكتئاب الشديد و اغلاق جميع الأبواب في وجههم لدرجة أن يصلوا إلى مرحلة يشعرون بسوداوية المشهد وأن ليس لديهم أي قيمة وان موتهم لن يغير من نظرة المجتمع لهم مع شعور بأن الحياة لا يمكن الاستمرار فيها . ويسعون إلى اإنتحار بعد أن يكونوا فقدوا الثقة بنفسهم وفي المحيط الذي يعيشون. ويبقى الشباب أكثر انتحارا لضعف خبرتهم بالتعامل مع المشاكل و حلولها.
لذا على المجتمع و الدولة أن تحرص على بث المواد الإعلامية التي تحمل رسائل تربوية و أخلاقية تحث على معاني الصبر و الإيمان بعيدا عن الرسائل التي تبث الخوف في صفوف الناس من المستقبل و تقلبات الزمان .
دون أن ننسى دور الوالدين في زرع التقة وسط أبنائهم و ذالك في محاورتهم و التقرب إليهم والتغاضي عن أخطائهم في بعض الأوقات، فالعاطفة لا تقتصر على الأطفال فقط بل الجميع يحتاج إلى من يسأل عنه و يهتم به.
وفي الأخير لا يجب إصدار حكم حول الشخص المنتحر فلا نعلم مابينه وبين خالقه.
بقلم زكرياء لخضر.