إدريس الكنبوري يبدع في الرد على عصيد كما عودنا:
ليس مفاجئا أن يخرج بعض المرضى الذين يعتاشون على القمامات والمزابل للدفاع عن مغتصب وقاتل الطفل ذي الإحدى عشر ربيعا. أمثال هؤلاء يوجدون في كل مجتمع وفي كل عصر، وهم برهان على وجود الشر وصراعه مع الخير.
أكتب هذه الكلمات وأنا أشعر بكثير من المقت والكراهية تجاه هؤلاء. نعم. ذلك أن كراهية أمثال هؤلاء واجب أخلاقي لتتميز القيم والمبادئ عن السمسرة. إذا لم تشعر بكراهية أمثال هؤلاء فعليك بإعادة النظر في ميزانك.
لا أستغرب. فأنا أدرك العلاقة القوية بين التردي البشري وبين العلمنة المريضة في مجتمعنا، بين النزعة الحيوانية القادرة على الافتراس وبين الحداثة المزعومة، بين من أصله قرد حقا نفسيا، وبين من أصله من الطين المبارك الذي نفخ فيه الله عز وجل من روحه.
أي نوع من القرود هؤلاء الذين يخرجون في يوم الحزن والجنازة وأسرة الطفل مكلومة القلب والروح والمغاربة كلهم على قلب رجل واحد من القلق، ليدافع عن حق القاتل المغتصب في الحياة؟ أي حياة هذه توافق على التردد في جنبات هذا الوحش؟ أي شعب كريم يقبل أن يمشي بينه حيوان مثل هذا؟ ولكنها النفس الحيوانية تتجاوب مع بعضها وتحن حنين الشاة إلى الأم المرضعة.
هؤلاء هم دعاة الحريات الفردية المزعومة، هؤلاء هم مشرعو الاغتصاب واللوطية بين أبنائكم، هؤلاء هم أصحاب مشاريع التدمير، هؤلاء هم دعاة القتل باسم القانون في دفاعهم عن الإجهاض، هؤلاء هم سفهاء هذه الأمة.
والله لا أجد الكلمات المناسبة، لكن أقول: اللهم اجعل أحزان أسرة هذا الطفل البريئ نارا في قلوب هؤلاء السفهاء، اللهم أذقهم ما ذاقوا، فمن ذاق